✨🌸 مزبلة التاريخ 🌸✨ - د. خالد عبدالله الحوري

 

للتاريخ مزبلة جمعت قاذروات الزمن من أمم وأقوام وقادة وأمراء وملوك ورؤساء وكتاب ومخترعين ومكتشفين وعباقرة ..ألم تلاحظوا أن لكل نسخة ناصعة في هامة التاريخ نسخة سوداوية في مزبلة التاريخ أيضا.

لقد حرص هؤلاء كما حرص أولئك على حجز مقعد لهم في صفحات التاريخ لكنهم أخطأوا الطريق ..

فالتاريخ دروب.. درب يؤدي إلى أعلاه ودرب إلى أسفله..فليس اتقاد الهمم وحده من يحدد موقعك من التاريخ, ولكن ثمة موجه آخر نسميه بوصلة التاريخ ; وهي التي تضبط المسار وتحدد الاتجاه.

في مزبلة التاريخ: فرعون الملك, وهامان العالم , وقارون التاجر , وكل من أسس اسما له في أولويات التاريخ الظلامية كأول قاتل وأول ظالم وأول مبتدع, وكل من اكتشف أو اخترع ما يضر بالأرض والإنسان, وكل من أسرف في معاداة الأنبياء أو الأولياء, وكل من جاهر بالمعاصي أو شاهر بمعاونة الأمم الملعونة أو قاد الجماهير إلى خلاف فطرتها...كل هؤلاء دخلوا التاريخ وسجلوا أسمائهم في  صفحاته ولكن أين ...إنهم في مزبلة التاريخ.

في مزبلة التاريخ إبن نوح وزوج لوط و عم رسول الله عليهم السلام جميعا وبعض من صحبوا الرسل والعظماء والمجديين.

في مزبلة التاريخ كبار من خانوا قومهم ودينهم وشعوبهم وأصدقائهم.. وفيها كل رؤساء العالم الصفريين الذين لم يقدموا لشعوبهم شيئا ..

في مزبلة التاريخ كل من أتاح له التاريخ ركوب ظهره ثم إنه لم يستطع قيادته ولا الثبات على ظهره.

في مزبلة التاريخ كل ملك أو رئيس أو وزير يكذب على قومه ويمنيهم , ورهانه الزمن , ولا يدري أن الزمن هو التاريخ, والتاريخ لا يجامل ولا يحابي أحدا.

التاريخ لا تخدعه الألقاب والنياشين والتغرير الإعلامي فهو لا ينظر إليها جميعا بل ينظر إلى الأهداف والقيم والنتائج فلا يغره شاه شاه ولا زعيم الأمة والرجل الأول وصانع الأمجاد والسلطان الأعظم.

فليس فخرا أن تدخل التاريخ ولكن أين موقعك منه هل مع النجوم في هامة التاريخ أم في مزبلته ومكب نفاياته ومقر قاذوراته.

دعوة للانضمام:

المركز الاستراتيجي لدراسات النهضة واستشراف المستقبل