🏮السلبيــة المجتمعية !!: - بقلم✍️د.محمد فيصل باحميش
الباطل لا يستفحل ولا يتسلق كشجرة اللبلاب على مساحات النقاء والطهر، ولا يشتد عوده المجتمعي، ولا يزداد منسوبه النخبوي الانتقائي فيصطف الأتباع بمختلف هوياتهم السلوكية خلف ظله القاتم وهم يلوحون بـ(شارات التضحية) وإن كانت لا تُشاهد بعين التحليل المجردة! هذا الاستبسال في الذود عن حماه الوجودي ليس لأنه قد امتلك أداة إدارية سحرية فرض بها واقعه وشكّل بها هويته الوجودية، ولا لأن قواعده قد قامت على أسس بنائية فكرية أسهمت في ترويج ثقافة التلقف والاحتضان المجتمعي.
فمن يعمل على تحليل الهيكل البنائي لمشاريع الفساد، ويقرأ برامج الباطل بعين الدهشة والإعجاب، ويقف على الأسباب التي أسهمت في تمدده واقتطاعه لمساحات شاسعة من مفاصل الطهر المجتمعي. فمن يُحسن الاتكاء على جدران الاستنتاج العلمي ستُعرض مشاهد تشكله الأولى على شاسة الاستمالة الممنهجة، ويصل إلى قناعة لا تحتمل القسمة على خيارات عديدة بأن قافلة تلك المشاريع لا تُسيّرها المصالح وحدها، وإنما هناك من يخلص في قيادتها لإيصالها إلى شاطئ التمكين وبدعم سخي من السلبية اللوجستية المجتمعية، فعدم توسيع القاعدة الجماهيرية يعني انحسار مياهها وجفاف قنواتها ولن تظلل رغباتهم بأوراق المصالح المثمرة.
وإذا قمتَ بتوجيه عدسة التقييم التشيخصي على الأدبيات الإدارية، والمرجعيات القانونية التي بُنيت على أنقاض تهميشها تلك المشاريع، ووقفتَ على الأبعاد الخفية التي أسهمت في تربعها هرم الاستقطاب المجتمعي؛ تجد بأن تلك المشاريع لا تستند على مرجعيات قانونية أو مجتمعية، وإنما استندت على توافق الرؤى الفكرية والرغبة الجامحة في إحداث خلل في توازن المجتمع القيمي. ذلك الإيمان السرابي والقناعات المصطنعة منحتها الثبات والاستمرارية والديمومة الانتقائية.
ولأن مشاريع الانتصار لقيم العدالة وتحقيق الاستقامة المجتمعية قد افتقدت لذلك الإيمان الإيجابي الذي يحملها على بساطه لتشق عباب التحديات، وتوصل صدى تحولها السلوكي إلى قنوات التأثير ومراكز صنع القرار، كما أن السلبية المجتمعية تجاه نقد مشاريع الصيد في مياه الطهر المجتمعي هي التي أسهمت في تمددها ومنحتها الغطاء القانوني والتوافق المجتمعي.
ولو أن أنصار الحق تكتلوا حول مشاريعهم كتكتل أسراب الطيور على مصدر استمراريتها والحفاظ على جنسها العطائي من الانقراض، وأعادوا النظر في المرجعيات السلوكية والفكرية التي قامت عليها مشاريعهم ومدى انسجامها وتوافقها مع شرائح المجتمع المستهدفة لتكسر قيود الانفصام الشخصي عن المجتمع. هنا ستبدأ تلك المشاريع بالزحف على مربعات مشاريع الباطل فتلونها بألوان العفة والطهر وتسهم في تحويرها لخدمة المنظومة القيمية.
ليست هناك تعليقات