أحدث المشاركات

🏮قيمـــة الالتـــزام !!: - بقلم✍️د.محمد فيصل باحميش

 تعريف الالتزام - موضوع


     الأمم التي وَضَعت هذه القيمة في سلم الأولويات ولونت سياساتها التعليمية والتربوية بألوانها الفيروزية شقت طريقها من بين صخور التحديات بسلاسة وهي تضرب بمعول الانضباط أسوار الأعذار وتحطم بمطرقة الوفاء الحواجز النفسية التي شيدتها التنشئة الخاطئة للأفراد والربط القيمي الخاطئ لهيئات الإسهام المدني لتجد تلك الأمم نفسها في أعلى درجة في سلم التحضر والمدنية وهي تُسقط معالم الفلسفة الفكرية السلبية في بئر التحول السلوكي لترتفع أسهم هذه الثقافة في البورصة القيمية للمجتمع. 


      بينما تقبع تلك الأمم في ذيل قائمة التحضر والمدنية وهي التي ضربت بقيمة الالتزام عرض حائط الإهمال واللامبالاة واتخذت من قيم المحسوبية وقيم الإرث المجتمعي السلبي رمانة تزن بها فاعليتها من عدمها لتجد نفسها تلعق تراب الأسى وتتمرغ في وحل عدم القراءة التحليلية لعوامل النهضة المجتمعية والتي أوصلت بعض الأمم إلى سلم المجد العلمي والثقافي والحضاري، وتركت تلك الأخرى تتشبث بخيوط التقليد والرتابة الواهية. 


       وعندما نقول قيمة الالتزام تتبادر صورة ذهنية نمطية عن شيخ يرتدي ملابس المفارقة المجتمعية ويُمسك بسبحة التغريد خارج سرب الواقع ويتخذ من شعارات الدين ونصوصه وسيلة لإبقاء الناس في سكرة العيش غير الواقعي والفاعل والذي لا يرتكز على أسس البناء النفسي والمعرفي التي خطتها أنامل الذكاء المحمدي ورسمتها مخيلته العبقرية للخروج بالناس من دهاليز الخطاب العاطفي الذي يجعل الإنسان كدمية ينفصل عن واقعه وهو يظن بأنه سيكتب تفاصيل الحياة بحبر الزهد السلبي وبدغدغة مشاعر الجماهير بأحرف التخدير الوعظي.  


     قيمة الالتزام كخطوط الماء المتفرعة منها ما يصب في قناة الالتزام السلوكي، ومنها ما يذهب في شعب الالتزام الوقتي والزمني، ومنها ما يشق طريقه في أخاديد الالتزام الخطابي والوعظي، ومنها ما يحفر بعمق في تقاليد المجتمع وأعرافه السلوكية والأخلاقية، ومشارب الناس قد تنوعت في الإمساك بزمام الالتزام واقتصرت على السير الأحادي في بعض تلك الشعاب حتى سارت بشكل مائل ولم تعاقر أهداف التأثير المجتمعي.


       هي دعوة صريحة نطلقها عبر أثير إذاعة التنوير وعبر قناة التثقيف المجتمعي بضرورة القيام بالمزيد من عمليات التجميل السلوكي على سياسات التربية وقوالب التثقيف المنهجي لتظهر بأبهى حلة وأن نعيد تشكيل خارطة التفاهمات السياسية لنصل بهذه القيمة إلى مكانتها الطبيعية لتتحول مع مرور الوقت من خلق يبحث في أزقة المجمتع عن وريث يتبناه إلى ثقافة مجتمعية فبدون هذه الاستراتيجية الوطنية سنظل نحفر في خندق الرتابة ولن تخرج إلا مياه التقهقر، وسنظل نلهث خلف سراب التقدم والحضارة ولن نرجع إلا بخفي الرجعية والتخلف.


ليست هناك تعليقات