النمور الإسلامية القادمة - د. خالد عبدالله الحوري
كان المسلمون نمور العالم في الاقتصاد والطب والتعليم والهندسة والمكتبات العملاقة .
تظهر النمور في قطعان ..هكذا سنتها ولاقيمة لنمر دون أن ينتمي إلى قطيع ويحكم عليه بالفناء .
حاول المسلمون العودة ليكونوا نمور العالم من جديد لكن سرعان ما تنبه لذلك العدو التاريخي وأسقط النمور لأن القطيع كان ضعيفا, وبينما كانت النمور تتهاوى كان الإخوة في العقيدة لاهون برغباتهم وشهواتهم , ويروا أنهم لا دخل لهم في ذلك وما علموا بالمثل الشهير: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
تتهيئ النمور الإسلامية لتنطلق من جديد بعد أن استفادت من تجربتها التاريخية وعرفت أساليب عدوها ومكائده .
في هذه المرة ستتزعم الدول التاريخية العظمى في البلاد الإسلامية مسيرة النمور والتي طالما كانت عواصم الحكم في البلاد الإسلامية عبر أكثر من ألف سنة فليس من السهل الدخول في معارك خاسرة معها.
إن النمور الإسلامية أطلت برأسها من أقصاها كأكبر الماليات العالمية وقريبا تصبح أكبر الدول الصناعية في العالم وبدأت رؤس الأموال الأوروبية بالرحيل إليها ...
لقد بدأ التوازن العالمي الذي صنعته دول العالم المتحضر ينهار والسياج الحديدي الذي طوقت به العالم الإسلامي في التكسر ..لقد تمرد العالم الإسلامي على سجانه الذي طال استغلاله لثروات البلاد الإسلامية.
النمور العربية الإسلامية والنمور الأسيوية الإسلامية والنمور الإفريقية الإسلامية والنمور الأوروبية الإسلامية ...إنها تشكيلة من النمور التي لم تجتمع إلا في ظل الإسلام ولعمري إذا ما أعلنت عن نفسها وتجاوزت الحرب الموجهة ضدها واستقلت بقرارها سوف تحكم الاقتصاد العالمي ويحصل عملية التحول المالي التاريخي للقرن الواحد والعشرين وترحل رؤس الأموال العالمية من أوروبا وإمريكا إلى البلدان الإسلامية وهي مكانها الطبيعي تاريخيا.
ما على أقطاب النمور الإسلامية اليوم إلا أن تتحد مع بعضها فتكون القطبية التي لا تقهر لأنها ستكون أكبر الدول المالية العالمية وأعظم العقول المفكرة عالميا وأعرق الأيدي العاملة عالميا وأفضل الأراضي الزراعية عالميا...
إن العالم اليوم يحرص كل الحرص على عدم تقارب النمور الإسلامية وعدم تكوينها للقطيع لأنهم يعرفوا أنها بداية النهاية لطموحاتهم ونفوذهم على العالم الإسلامي بل وسقوط هيمنتهم المالية على العالم أجمع لأنهم لا يعيشون إلا على ثروات غيرهم وخاصة منها ثروات العالم الإسلامي.
مهما طال الخصام بين الإخوة سيعودون إلى أصلهم الواحد, ومهما فرق المستغلون لفرقتهم فيما بينهم ستنجلي الغشاوة عن أعينهم .
لابد لامبراطورية الاستغلال العالمية أن تنتهي وتأتي نمور السلام والخير للبشرية والعدل والعدالة العالمية.
ما نحتاجه بالضبط اليوم لتكوين قطيع النمور العالمية هو أن ننصهر في بعضنا حتى لا نكاد نتميز عن بعضنا البعض فنصبح خلطة عالمية, ولا بد لهذا التمازج من نار وأظن النار قد تأججت والأصوات قريبا سوف ترتفع ليستجير ضعيفنا الغني بفقيرنا القوي ولتمتزج الدول الإسلامية ببعضها حتى لا تكاد تتمايز فتكون اتحاد النمور الإسلامية التي لا تستطيع كل وحوش الدنيا أن تقف أمامها.
ما نقوله للدول الإسلامية اليوم : أبغض بغيضك هونا ما ...عسى أن يكون حبيبك يوما ما.
ليست هناك تعليقات