سنة الاستبدال - د. خالد عبدالله الحوري
تستبدل الأمم والأشخاص والحكومات والرؤساء والأفكار والهمم والغايات والرايات , إنها أكبر سنن التاريخ لكل من لم يقم بواجبه التاريخي , أن يتم استبداله غير مأسوف عليه ولا محزون على فراقه: فما بكت عليهم السماوات والأرض .
والسنة الأزلية للاستبدال الكوني هو التولي عن الأهداف والغايات والرؤى والاستراتيجيات فلا قيمة لأمة أو فرد حل في كوننا لا يقوم بواجبه السنني في عمارة الكون وعبادة الله عزوجل .
يستبدل: الرقاد بالعباد , والمتكبرون بالزهاد , والمتأخرون بالأوائل , والنوام بالقوام , والأغبياء بالأذكياء , والمطففون بالموفون.
سنة الاستبدال قديمة قدم الكون ; سلوا التاريخ عن أمم تجبرت قصم الله ظهرها, وأقوام كفرت صب الله عليهم العذاب صبا, وعشائر طغت جعلهم كأعجاز نخل خاوية , سلوا التاريخ يجبك فرعون استبدل ..وهامان استبدل ..وقارون استبدل.. والملوك والرؤساء ممن طغوا وبغوا وتجبروا وظلموا.. كلهم استبدلوا بأحسن منهم .
ومن سنن الاستبدال وقواعده الكونية أن لا يستبدل إلا من استنفذ طرق الفساد وبلغ إلى الذروة واستفحل ضرره على الناس وأيس البشر من صلاحه وأغلق عينه وسمعه وقلبه عن تقبل الحق , من خان شعبه وقومه وأهله , أو خان دينه وربه ونبيه , أو خان عهده وميثاقه.
وهناك من الناس من يسير في طريق الاستبدال والمستبدلين ويظنون أنهم في طريق الخلود, فيجمعهم التاريخ سويا في صفحة واحدة , فالراضون عن الطغاة والمستبدين لا يسلمون من الاستبدال فيذهبون أدراج الرياح ويأتي قوم صالحون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويحسنون في الأرض.
ويجمع قواعد الاستبدال جميعا قول الله عز وجل : وإن تتولوا يستبدل قوم غيركم.
ولا يتوقف العد التنازلي لاستبدال أمة أو شخص حتى يجئرون إلى بالتوبة من الاستبداد والظالم والعودة إلى سنن البقاء والخلود وعلى رأسها سنة العبودية لله جل في علاه.
ليست هناك تعليقات