✨ أَنَوْعُ الْمَعْرِفَةِ ✨ - بِقَلَم د.عَبْدَالكَرِيمُ مُحَمَّدُ الرَّوْضِيِّ
من أجل الاستخدام الأمثل للمعرفة في المنظمة لابد من تصنيف المعرف فيها لتحسين استخدامها وتحديد جوانب الضعف فيها والبحث في كيفية إيجادها وتحويلها ومشاركتها ونقلها واستثمارها وقد قسم (Zhang) المعرفة إلى نوعان من المعرفة الضمنية والمعرفة الصريحة ، وقد أشار العديد من الكتاب والباحثين في مجال إدارة المعرفة إلى أن هناك أنواع عديدة للمعرفة فقد صنفها بعض الباحثين إلى مجموعة من الأصناف مثل : المعرفة الضمنية والمعرفة الواضحة والمعرفة التكنولوجية والمعرفة الضحلة والمعرفة العميقة والمعرفة السببية والمعرفة الموجهة و المعرفة الجوهرية والمعرفة المتقدمة والمعرفة الابتكارية والمعرفة الوظيفية. إلا أن الكتاب والباحثون قد خلصوا أن التصنيف الأكثر شيوعاً واستخداماً هو الذي قسم المعرفة إلى نوعين أساسييين هما : المعرفة الضمنية والمعرفة الصريحة وسنقوم بعرضها كالتالي:
1- المعرفة الضمنية:
هي المعرفة الموجودة في عقولنا، والتي يمكن الحصول عليها من خلال الممارسة والمراقبة ويمكن التعبير عنها من خلال قدرات خاصة. والأهم من ذلك أن المعرفة الضمنية تشمل الخبرة والمهارات الخاصة والقيم والأفكار وغيرها، وهي أمور يمكن فهمها ولكن لا يمكن تقليدها أو تكرارها أو سرقتها وعليه فإن المعرفة الضمنية هي المعرفة غير المكتوبة والمتثملة في الخبرات والمهارات والأفكار والتصورات المخزونة في عقول الأفراد ويمكن أن تفهم المعرفة الضمنية على أنها المعرفة المعقدة غير المصقولة والمتراكمة على شكل معرفة الكيف والفهم في عقول الافراد الذين يتمتعون باطلاع واسع ، وتتكون المعرفة الضمنية من الحقائق والبيانات الثابتة والأنماط الذهنية ، وجهات النظر والأشكال والصور والمفاهيم ، الاحكام والتوقعات والفرضيات والمعتقدات ، استراتيجيات التفكير ، وأن المعرفة الضمنية إذا لم يتم تحويلها إلى معرفة معلنة فهي تبقى محدودة الاستخدام والفائدة والقيمة لأنها غير متاحة إلا لحاملها وبالتالي تخسر المنظمة هذه المعرفة بمجرد مغادرة حاملها المنظمة. ويشير بعض الباحثين إلى أن الموظفين يختزنون في ذاكرتهم الكثير من الخبرات والمفاهيم والحقائق والمعلومات وطرق الأداء وبعض الحلول للمشاكل ولكنهم لا يخبرون الآخرين بها ولا يتم تسجيلها وتدوينها فتظل حبيسة في عقولهم ولا يتم الاستفادة منها إلإ إذا أفصحو عنها من خلال النقاشات والحوارات إن وجدت . ويوضح آخرين أن المعرفة الضمنية يمكن تقاسمها والاستفادة منها من خلال ملاحظة الممارسات العملية وتدوينها بنشرات وكتيبات لتصبح معلومات ومشاركة الافراد مع الاخرين لنقل وتبادل المهارات والقدرات والخبرات وتحفيزهم على ذلك.
2- المعرفة الصريحة أو الظاهرة:
يمكن اعتبار المعرفة الصريحة أنها المعرفة الرسمية النظامية المعبر عنها كمياً والقابلة للنقل والتعليم وتكون في المنظمات على هيئة أدلة وإجراءات عمل وخطط وسياسات وغيرها. وكذلك يمكن اعتبارها المعرفة الموثقة المنظمة التي يسهل التعبير عنها وكتابتها ونقلها إلى الاخرين ونشرها فيما بينهم بسهولة ويسر وتعرف المعرفة الصحيحة بالمعرفة المعلنة لأنها الشائعة والمتداولة بين الأفراد والمعروف مستودعها والمتاح الوصول إليها لكل من يعلم عنها أو يرغب في الحصول عليها . وهذا النوع من المعرفة في الأجهزة الحكومية يفتقر للتنظيم والتصنيف والتبويب مما يؤدي إلى صعوبة استرجاع المعلومات المطلوبة والاستفادة منها وأن الأجهزة الحكومية لاتزال تملك إدارات و أقسام خاصة لتنظيم الوثائق والسجلات التي هي مجرد مستودعات لا مراكز معلومات مما يعني أن هناك الكثير من المعارف التي اكتسبتها المنظمة من خبرتها وتجاربها الماضية مرصودة في السجلات لكن يصعب الوصول إليها ويمكن الاستفادة من هذا النوع من المعرفة من خلال الندوات والمؤتمرات واللقاءات والكتيبات .
ليست هناك تعليقات