✨الكلمة التي ينتظرها قادة المستقبل✨- د. خالد عبدالله الحوري
كان لي شيخ فاضل ما إن يلقاني حتى يتبسم لي ويقول لي بيتا من الشعر يكررها على مسامعي طيلة سنوات ترددي عليه .يقول لي:
يا خالد الفرس ... جدد خالد العربي
ولا أخفيكم مقدار الأثر الذي زرعته في نفسي هذا البيت والمقدار الذي حفره تكريره في قلبي حتى لا تكاد تخرج منه أبدا.
نقلتني تلك الكلمات إلى التفكير الجاد بحال أمتي وجعلتني أكرس حياتي لخدمتها من نعومة أظفاري وأرى أنها تجارتي وربحي وكل سعادتي وكانت تلك العبارة التحفيزية هي المسؤولة رقم واحد عن اختياري لتخصصاتي الدراسة ولمواصفات اختيار زوجتي ولكيف أربي أولادي وما هي الكتب الأكثر قراءةفي حياتي وكيف أقضي دقائق عمري وماهي مواصفات صداقاتي وأسلوب إدارة علاقاتي.
أدركت حينها أن التحفيز هو المسؤول عن صناعة أكثر قادة النهضة قديما وحديثا وهو ما سطره أكثر العظماء عن سر انطلاقتهم ومن وضعهم على بداية الطريق وأنار بصيرتهم للسير فيه.
فرب كلمة يقولها المربي لشاب في مقتبل العمر أو لطفل صغير تصنع منه الشافعي وأحمد ومالك وأبو حنيفة وغيرهم من عظماء التاريخ.
وقد دأبت الدول الأكثر تطورا على تلقين أبنائها أهداف دولتهم من الهيمنة والسيادة والريادة العالمية لتقود بوصلة الجيل إلى حيث بغيتها ولتحقيق أهدافها عبر وسائل الإعلام في برامجها المتنوعة وعبر التعليم بكل مناهجة.
والمتفحص للإعلام العربي ومناهج التعليم يجدهاخالية من أهداف أمتنا ومن رسالتها ومن معاني نهضتها وتحديد بوصلة أجيالنا الصاعدة .
إن الطريقة الأكثر عملية في ذلك أن يعاد بناء العقلية العربية بل والوجدان معا ليجتمعا حول أهداف أمتنا ونهضتها وسيادتها العالمية عبر برامج الإعلام ومناهج التعليم أولا ثم عبر ترشيد الممارسات الحياتية وعدم إهدار العمر خارج نطاق الوصول إلى الأهداف المرسومة سلفاً في بناء نهضة أمتنا.
ليست هناك تعليقات