🌸✨ آيةٌ تربِّي ✨🌸 - محمد الهجري
قال تعال: (وَيلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)
ما أقبحها من صفةٍ عندما يكون المربي هو مَنْ يحملها؟ فربَّما وقع في الهمز واللَّمز خلال جلساته بدافع تقييم المتربين، فينقد هذا، ويتكلم في ذاك لا سيَّما إن كان في المتربي من الصفات ما تندفع النفس للحديث عنه، وهنا يبرز دور المراقبة والتقوى التي هي سلاح المربي في تقييم طلابه.
لَئِن توعَّد الله تعالى بالويل كُلَّ هُمزَةٍ لُمَزَةٍ وذلك شنيعٌ مَقِيتٌ؛ فكيف لو وقع هذا الفعل مِمَّنْ يلزمهُ أن يُحذِّر الناس منه ذلك لعمر الله أبشع وأمقت.
معاشر المربِّين: أنتم أهل الأمانة، وأيُّ أمانةٍ أعظم مِن أن يُلْقِي الناس إليكم فلذات أكبادهم تربُّونهم وتعلِّمونهم.
جعلكم الله أمناءَ تكتمون العيوب والعثرات، ولا تغفلون عن تقييمها وإصلاحها ببصيرة وهدوء، دون فضحٍ ولا جرحٍ، تهذِّبون الأخلاق، وتقوِّمون السلوك دون همزٍ ولا لمزٍ.
دافع النقد أو نيَّة التوجيه لا تجيز بحالٍ من الأحوال ممارسة هذه الصفة المقيتة مع مَن تحت أيدينا، وإنَّما يكمُن دورنا كمربِّين في الصبر على سلوكياتهم وتوجيههم حتى يُقَوَّمَ المعوِجُّ منهم بإذن الله تعالى.
ليست هناك تعليقات