الفقه الذي لا يعرفه إلا القادة الكبار - د. خالد عبدالله الحوري
فقه القيادة وفقه الأنفس البشرية وفقه صناعة البدايات المشرقة وفقه التنوير وفقه المفاجئات الجميلة وفقه حداء المسيرة وفقه صناعة الشموخ وفقه من أين تؤكل الكتف وفقه الثعلبة والمكر والدهاء وفقه المخارج وفقه صناعة القادة وفقه النقلات النوعية وفقه التحولات وفقه الأولويات وفقه الحشد والتعبئة وفقه اليقضة وفقه الحضارة .
إن ثمة فقها لا يجيد الكلام فيه إلا القادة الكبار هم الوحيدون الذي إن تحدثوا عنه أبدعوا وإن أفتوا فيه أصابوا وإن استدلوا له توفقوا فكأنما أزمته بين أيديهم.
هذا النوع من الفقه حلقاته التاريخ وكتبه الأحداث وأدلته التجارب وشيوخه العظماء وتلامذته القادة الكبار وميدانه صناعة الحياة الكريمة للأمة.
يشترط لهذا الفقه شروط الفقهاء الشرعية إلا أن أكبر أدلته مقاصد التشريع وأهدافه الاستراتيجية البعيدة وأصعب أبوابه فقه الأولويات والتعامل الفعال مع سنن التدافع.
هذا الفقه أغواره عميقة وأدلته دقيقة وأشباهه كثيرة وأصوله متشابكة وقواعده ثابتة وكتبه قليلة.
من يغلط في الفتوى بهذا الفقه فهو آثم لا أجر له فالإصابة واجبة.. لأنه يهلك أمة ويبيد شعبا ويشرد جيلا وتنهار بسببه أمة ويتأخر العالم مئات السنوات .
بفتواه تلك يتيتم الأطفال وترمل النساء ويموت الناس أحياء وتدب فيهم الغثائية والوهن.
ولأجل أن نعد فقهاء عصر العظمة لا بد من توفير كل مستلزمات صناعة القائد المجتهد ولا بد أن يجمع بين القيادة والاجتهاد.
ويحضر على طلاب هذا الفقه ما يباح لكثير من الناس فيحرم عليهم اللهو كما يلهون والنوم كما ينامون وضياع الدقيقة كما يضيعون فكل وقته في فكر عميق في حال المسلمين والبشرية يبني الافتراضات الفقهية ويحلل المسائل الأصولية ويختبر نتائجها بروية.
ليست هناك تعليقات