🏮احترام الأفكار !! - بقلم✍️د.محمد فيصل باحميش
ينحرف مسار النقد من الموضوعية إلى التحامل السلبي والانتصار للذات عندما يدخل المحاور ساحة النزال الفكري وهو يمسك بلواء التعصب للقناعات ومنحها بعد القداسة وحصر الحق في كفته، والنظر إلى آراء محاوره من زاوية ﴿ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد﴾.
هذا التصور السلبي لأبعاد الحوار وأفكار النقاش يدفع الشخص إلى التوظيف الخاطئ لأي فكرة قد تلوح في سماء الرد لينتصر بذلك لقناعاته والخروج من ساحة النزال الفكري بمكتسبات الإفحام الوهمي، فهو لا يهتم إن ألبس بعض الحقائق التي لا تقبل القسمة على كفتي التشويه والمساومة لشيطنتها وتنفير الرأي العام عن التسليم بها والاعتراف بأحقيتها المعرفية.
لهذا إن أراد المحاور أن يكسب احترام الوسط الثقافي والعلمي لابد من تجريد أفكاره من ثياب العصمة ونزع قشور القداسة عنها، وأن ينظر إلى أفكار الآخرين من بوابة الاحترام الحواري وبعيداً عن لغة الأحكام المسبقة، والانتصار للفكرة باستخدام سياسة التعويم الإعلامي والاستجداء العاطفي، وعدم اتباع هذا البروتوكول الحواري سيجعل أفكارك عرضة للانكماش ولن يكتب لها التمدد والانتشار المجتمعي إلا في ذات الوسط الذي يؤمن بفكرة العصمة والقداسة السلبية.
ليست هناك تعليقات