أحدث المشاركات

النظرية النسبية في طعم الأشياء: - د.عبدالمجيد العمري

 نتيجة بحث الصور عن طعم الأشياء


لم أعد أطعم الاشياء وما كان بالأمس يطربني لم أعد ارغب في سماعه؛ وذلك  الإيقاع واللحن والمنظر الخلاب  لم يعد يؤثر في  واستغرب كيف كنت اتفاعل مع هذه التفاهات..


تغيرنا ودخلنا فلكا مختلفا في غياهب الحياة وتزاحمت مواقف الحياة ولحظات ألفنا بعضها وآلمتنا البعض؛  وتكونت مناعة تبلدت فيها أحاسيسنا.


حتى دموعنا لم تعد تخرج من منابع الحزن والألم أصبحت يتيمة؛ وذلك الشهيق الذي يملأ صدورنا بات خافتا ؛ ولم نعد نقف على الأطلال كثيرا؛ ابتعدنا عن وهج الحياة بحلوها ومرها وباتت مسامات الأنف لا تطيق الروائح الجميلة وكأننا لبسنا نظارات  تبعدنا عن رؤية الأشياء وإدارك الجمال فيها..


لم تتغير الأشياء فالأرض هي الأرض والأحداث هي نفسها؛ ابتعدنا قليلا عن مركز الإحساس ليس لإننا لا نحس؛ وليس بعد الزمان والمكان ( الزمكان بتعبير انشتاين)  ابتعدنا حين تجاوزت الذكريات ذاكرتنا؛ والأحزان قلوبنا ؛ والأفراح إحساسنا؛ فنحن ذاكرة محدودة ولحظة زمنية عابرة وقصة قصيرة تم نسجها من خيال الحياة وأوتار الايام..وبتنا كما قيل ( مغنية الحي لا تطرب)


نردد كثيرا عبارة ( أيام الزمن الجميل) إعتقادا منا أن هناك زمن جميل وغير جميل؛ والزمن هو الزمن؛ ما تغير فيه هو نحن؛ لقد كان جميلا عندما كانت ذاكرتنا خالية من الأحداث؛ فجمالها في سبقها وبراءة نفوسنا؛ كالنبتة حين تعلو مبتسمة للنسيم يداعبها؛ وحين تكبر تتعرض لعوامل التعرية؛ فلا تتحمل زخات مطر الصيف ولا زمهارير الشتاء ...


من الجميل أن رحلتنا قصيرة وأعمارنا محدودة ولو طال بقاءنا في هذه الحياة لمللنا أنفسنا وتبعثرت ذاكرتنا وصرنا غرباء في الأرض فالحياة بلا ذكريات كبقايا دار خراب، رحل أهلها ولا زالت هناك أطلال تحكي آثار قوم مروا من هنا ..


قيمة الحياة في تفاعلنا واهتمامنا؛ وحين تخبو تلك النار؛ ويصبح  ما يدور حولنا صامتا ؛ فثم علامات الرحيل؛ وهناك بدأ موعد الإقلاع ؛ فكما ان جيناتنا تتهالك ثم تحبسنا في الارض  مقعدين بلا حركة ؛ فذلك الوهج في أعماق روحنا سيصبح باهتا كغروب شمس في يوم صافي من الغيوم..


ليست هناك تعليقات