أكبر حركة ترجمة في التاريخ التأسيس لعصر النهضة المشرق - د.خالد عبدالله الحوري
النهضة دائما تبدأ من حيث انتهى الآخرون فهي تراكم أممي بدأ في عصر آدم عليه السلام وكانت نواته الأولى ما علمه الله لآدم من الأسماء فانطلقت النهضة من قوس آدم لتأخذ بعدها التراكمي عبر آلاف السنين ولتتوسع التجارب البشرية ويتم صقلها عبر العصور لتشكل النهضة البشرية.
والباحث عن النهضة عليه أولا أن يجمع ما وصلت إليه البشرية بغض النظر عن أماكنها أو أديانها إنما يبحث عن خبراتها وعلومها ...وبعض الأمم تجاربها أعظم من الآخر والبعض الآخر استطاع أن يحتفظ بنسخ من تجارب الأجيال عبر آلاف السنين في مجال الطب والتحليل والعلوم المتنوعة.
ونحن أمة لا تتكبر على العلم بل في ديننا الحنيف أن الحكمة ضالة المؤمن فأينما وجدها فهوأحق الناس بها ومن تراثنا العظيم اطلب العلم ولو في الصين.
وقد انطلقت حضارتنا الإسلامية التي كانت أعظم شمس أشرقت على الوجود من مصدرين أساسيين المصدر الأول ما علمناه الإسلام العظيم وهو ما أنزله الله علينا من السماء من رزق والمصدر الثاني ما ترجمناه من علوم الأمم والأجيال وما استخرجناه من دراسة سنن الله في كونه ولم نأنف أبدا أن نطلب العلوم على أصحابها رغم علمنا أنها ليست علوم صافية وأنها مخلوطة بكثير مما ليس علما لكننا أخذناها وصفيناها وأعدنا تجربتها من جديد وأنتجنا منها نظريات وحقائق علمية وحياتية كنا السابقين لها أبهرت العالم بل الأكثر من ذلك أن تحول الأستاذ إلى تلميذ فأصبح الفرس والرومان وغيرهم ممن كان لديهم بعض آثار الحضارة طلابا عندنا بعد أن صرنا أسياد العلوم في العالم وقبلتها في مختلف الفنون من علوم الدين إلى الطب والهندسة والرياضيات والفلك وغيرها من العلوم التي تحتاج إليها البشرية.
ترجمنا قديما كل كتاب وقعت أيدينا عليه مهما خف وزنه أو ثقل وفي مختلف الفنون حتى امتلكنا أكبر مكتبات الترجمة في العالم وصرنا أكبر كنوز البشرية وجمعنا ما تشتت بين الأمم وزاوجنا بين زيجات العلوم وقربناها من بعضها وقدمنا للعالم أكبر خدمة فقد جمعنا كل علوم الدنيا تحت سقف واحد وأحيانا في كتاب واحد .
فحركة الترجمة الإسلامية العملاقة التي انطلقت في العصور الوسطى كانت المسؤلة عن الحراك العلمي العالمي اليوم في مختلف مجالاته وقد أتحناها لكل أمم الأرض ولم نمنعها من أحد أبدا فنحن نؤمن أن الاحتكار العلمي لا يجوز وأن العلم للجميع وأن خير الناس من تعلم العلم وعلمه لكل إنسان ففي كل كبد رطبة أجر... ولن تجد هذه المثل العالية إلا في الإسلام.
ولأجل أن نصنع نهضتنا من جديد ونعيد عزة أمتنا اليوم فلابد أن يكون أول ما نقوم به إنشاء أكبر حركة ترجمة عرفها التاريخ ونقوم بثورة ترجمة أممية عبر تفريغ مئات الآلاف من المترجمين حول العالم لترجمة كل العلوم مهما كان تخصصها إلى اللغة العربية.
ونغدق عليهم بالأموال حتى نعطي لبعض الكتب المترجمة وزنها ذهبا كما عمل أجدادنا من قبل ونجعل مهنة الترجمة من أكثر المهن جذبا للعاملين فيها لنصنع أكبر مكتبة مترجمة تكون قبلة لعلماء الأرض قاطبة.
استشراف المستقبل:
عناصر القوة لدينا:
وعلينا أن نستثمر عناصر القوة في أمتنا للوصول إلى الهدف المنشود ومن عناصر قوتنا:
١. قدرة الإسلام على التعبئة المعنوية الكبيرة للمسلمين للتفرغ للعلم وحركة الترجمة حيث والإسلام يجعلها جهادا في سبيل الله بمعناه الأشمل وهذا سيعطي همما لا تكسر ولا تمل.
٢. من أكبر عناصر قوتنا هي الجاليات الإسلامية وخاصة منها العربية المبثوثة في كل دول العالم فهم أقدر من غيرهم على الترجمة لقدراتهم اللغوية العالية في فهم اللغة ومدلولاتها وأبعادها ولوجودهم وجنسيتهم في البلاد المترجم منها فلا بد أن نحول تلك الجاليات إلى خلايا نحل عاملة في الترجمة بأرزاق مكفولة لهم ومراكز معتمدة رسميا.
٣. استثمار دول الأطراف الإسلامية المتاخمة لأوروبا والدول المتقدمة لإقامة مراكز ومكتبات الترجمة العالمية.
٤. القدرات المالية للبلدان النفطية لتمويل مراكز ترجمة عملاقة عالميا.
الفرص المتاحة:
وهناك مجموعة من الفرص ينبغي أن تتضمنها الخطة الاستراتيجية لحركة الترجمة ومن تلك الفرص:
١. استغلال الاتفاقيات الدولية في مجال التعاون التعليمي.
٢. استغلال طلاب الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه في إعداد بنية تحتية وتوسيع قاعدة حركة الترجمة لتأخذ البعد الأكاديمي.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته فقد لامس مقالكم حاجة في نفسي ورغبة في تقديم شيء نافع للأمة ايا كان توجهها مادام يخدم مصلحة الانسانية وطرحكم بالغ الأهمية فعندنا هنا في الغرب طاقات مهدورة لواتيحت لها فرصة اخراج ما لديها لكان نتاج خير فلو كان هناك مشروع ترجمة من العربية الى الفرنسية او الانجزليزية او العكس يشرفني الانضمام إليكم واعلامي بما علي فعله ،وفقكم الله لما فيه خير العباد
ردحذف