🌸✨ ليسوا سواء !! ✨🌸 - د . حسن الزومي
هذا منهج يضعه الله جل وعلا :
الناس والمجتمعات والاجناس والجنسيات والاديان والفرق والطوائف والمذاهب ليسوا سواء !
عندما نتعامل مع الآخر - مهما كان الآخر - بهذا المنهج الرباني ، وخاصة عند التعامل مع أعيان وأشخاص محددين ، فإننا نحقق عدة أهداف :
1) إقامة العدل والقسط في الحكم على الآخر وتقييمه - وهي قيمة شرعية نحن مأمورون بتطبيقها بغض النظر عن أي شيء آخر - ، وتجاوز التعميم الظالم ، فنعطي الشخص او الجماعة حقه ، ما له وما عليه ، ايجابياته وسلباته ، مدى قربه او بعده .
تجاوز هذه الخطوة يؤدي الى انواع من الظلم والتظالم لا يرضاها الله جل وعلا .
2) البحث والفرز والتقسيم والتصنيف للمخالفين والاعداء ، وترتيبهم الى اولويات ، وعدم حشرهم في سلة واحدة .
تجاوز هذه الخطوة يؤدي الى الجهل بالآخر ، وعدم معرفة حقيقته ، فقد يكون معك في الحقيقة في كثير من القضايا ، ولكن انت تتعامل معه على انه ضدك على طول الخط .
3) تنويع الخطاب ، بحسب تنوع واختلاف المخاطبين حتى لو كانوا من دين او جنسية واحدة .
تجاوز هذه الخطوة يؤدي الى العجز عن الوصول والتفاهم والإقناع للآخر ، ليس لأنه عدو مطلق ، ولكن لأنك لم تعرف الباب الذي تدخل منه إليه
4) مدّ جسور التواصل مع كل شخص او جماعة ، كل بحسب قربه ، واحتواؤهم وكسبهم في القضايا والمواقف المشتركة .
تجاوز هذه الخطوة يؤدي الى فشل المشاريع الحضارية والاجتماعية والدعوية وغيرها ، لأن هذه الحياة كما أنها قائمة على سنة التدافع ، فهي كذلك قائمة على سنة الشراكات والمنافع المشتركة وجلب المصالح ودفع المفاسد .
5) النسبية في التعامل مع الآخرين ، والعمل وفق قاعدة : لكل مقام مقال ، ولكل حال رجال .
تجاوز هذه الخطوة يؤدي الى الخلط والغبش وخسارة ما يمكن كسبه ، او كسب ما ينبغي تركه .
وكمثال تطبيقي على ما سبق :
الموقف من إساءة بعض الفرنسيين الى رسولنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
• هل قمنا بعملية فرز وتصنيف للمجتمع الفرنسي حسب مواقفهم عموما وخصوصا في هذه الحادثة ، ام حشرناهم في سلة واحدة ؟
الذي يبدو ان عندنا جهل مطبق بالمجتمع الفرنسي وما فيه من افكار وتيارات واتجاهات ومنافع ومصالح ولوبيات .
الجهل بهذا التنوع الفكري والثقافي والمواقفي يؤدي الى خسارة شريحة مهمة في المجتمع الفرنسي تشترك معنا في الفكرة والموقف .
• ما سبق سيؤدي حتما الى التعميم والظلم ، وهذا مخالف لقيمنا الاسلامية حتى وان كانوا كفارا ، حتى وان حصل من بعضهم إساءة او اعتداء .
(ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا) .
• من الأخطاء في التعامل مع هذا الحدث توحيد الخطاب ، وكأننا نخاطب جبهة واحدة متصلبة ، والواقع خلاف ذلك .
نحن بذلك نغلق الابواب والنوافذ ، ونغلق جسور التواصل الممكنة والمتاحة ، ونغلق امكانية التفاهم وكسب من يمكن كسبه .
وخلاصة الكلام :
النصر في القضايا والمواقف يحتاج الى شراكات وحلفاء ، وليس الى خلق او تكثير العداوات وغلق الابواب .
ليست هناك تعليقات