أول طريق النهضة ( الفطام المر) - د. خالد عبدالله الحوري
إن تفريغ ميزانياتنا لشراء السلع من الدول خارج إطار السلة النقدية لبلاد مجلس التعاون الإسلامي إهدار لها ونفاد لمخزوننا الاستراتيجي وتسمين للبلدان المنافسة خارج السلة النقدية الإسلامية والتي بدورها تستخدمها لمزيد من ابتزاز دول العالم الإسلامي.
إن أول خطوات النهضة للبلدان الإسلامية هي الفطام المر... وهو توقيف حركة الاستيراد الاقتصادي حتى يصل إلى منتهاه وهو الاعتماد الكلي على الداخل الإسلامي.
إن حركة النهضة في بعض البلاد الإسلامية اليوم لا يمكن أن نطلق عليها نهضة كاملة لارتباطها الكلي على الغرب واستنادهم عليهم في كثير من أساسيات وكماليات الحياة حتى لو أوقفت عليهم أوروبا الحليب لجاع أطفالهم.
ولا بد من هذا الفطام كي تنطلق الأمة الإسلامية من الاستفادة من قدراتها الدفينة وطاقاتها المعطلة والاستفادة من موادها الخام بنفسها.
إن ٩٠% من أموالنا تذهب للبلدان العالمية المهيمنة وتجعلنا مدينين لهم باستمرار ويصنع البطالة في بلداننا وبالعكس هم يقومون بتشغيل الإيدي العاملة لديهم بأموالنا وبأعلى المرتبات وما ينتجونه نحن سوقه الاستهلاكي رقم واحد... أليست أعجوبة الزمن.
نحن أولى بماليتنا:
علينا أن نرفع هذا الشعار في المرحلة القادمة من حياة الأمة ونعلمه الأجيال ونبني عليه قادة النهضة في بلداننا وكذلك النظريات التعليمية بل والقيم المجتمعية فنحن أولى بأموالنا.
التدرج في الفطام:
ولا شك أن فطام الأمة المكونة من اثنين مليار إنسان سيكون الفطام الأكبر في التاريخ وسوف نسمع الأنين من كل زوايا هذه الأمة وستحصل هزات اقتصادية وعواصف بعضها تلقائي وبعضها مصطنع.
والحل:
هو التدرج في عملية الفطام ففطام الكبار أقدم من فطام الصغار من الحليب وفطام القادة مقدم على فطام الشعوب وفطام الكماليات أسبق لفطام الحاجيات والضروريات وفطام الحاجيات أسبق من فطام الضروريات وهكذا لا بد أن نتدرج في الفطام .
المواكبة في البناء النهضوي لعملية الفطام المر:
ويراعى عند الفطام ألا يتم حتى يكون الاستعداد على أعلاه للبديل النهضوي الإسلامي ..فلا بد من أن يصل العمل الزراعي إلى درجة الكفاية قبل الشروع في عمليةالفطام الزراعي على سبيل المثال.
ليست هناك تعليقات