✨ مُعَوِّقَاتُ الْعَمَلِيَّةِ الْإِبْدَاعِيَّةِ ✨ - بِقَلَم د.عَبْدَالكَرِيمُ مُحَمَّدُ الرَّوْضِيِّ

 

تواجه العملية الإبداعية مجموعة من المعوقات منها المعوقات الإدراكية: وتتمثل في بعد إدراك الأفراد العاملين لجوانب المشكلة بالشكل الصحيح بسبب عزلتها عن سياقها أو ضيق نطاقها ثانياً: المعوقات الشخصية وتتمثل في الخوف من المبادرة والخوف من الوقوع في الخطأ والرغبة في تحقيق النجاح السريع. ثالثاً المعوقات الثقافية والاجتماعية: وتعود إلى الضغوط الاجتماعية المختلفة التي تدخل في تشكيل حياة الأفراد وتصرفاتهم وكذلك فإن المعوقات التنظيمية وتتمثل في تلك التوقعات التي يفرضها التنظيم في صورة رسمية كاللوائح والتعليمات والتوجيهات أو في صورة غير رسمية مثل الإرشادات والنصائح وكلما كانت هذه التوقعات كثيرة ومحددة ومفصلة ضاقت دائرة الإبداع أمام العاملين تمثل عائق مهم في عملية الابداع ومن المعوقات أيضا المعوقات الحضارية والبيئية: وتتمثل في المشاكل النابعة من البيئة والخوف من الخروج عن الأعراف والتقاليد.
كم أنه يمكن التمييز بين مستويين رئيسيين للإبداع:
- الإبداع على مستوى الفرد: وهو الإبداع الذي يتم التوصل إليه من قبل أحد الأفراد ومن السمات التي يتميز بها الشخص المبدع حب الاستطلاع، المثابرة، الثقة بالنفس، الاستقلالية في الحكم، تأكيد الذات، الذكاء، المرونة، حب المخاطرة، الطموح، والقدرة على التحليل.
- الإبداع على مستوى المنظمة: وهو الإبداع الذي يتم التوصل إليه عن طريق الجهد التعاوني لجميع أعضاء المنظمة
و يرى بعض الباحثين أنه لا بد من توافر أربعة دعائم أساسية لتحقيق الإبداع وهذه الدعائم هي :
1- توافر الحس الإبداعي سواء داخل المنظمات أو الأفراد، هذا الحس الذي يتوافر بدرجات متفاوتة، طبقا للثقافة و القوانين و نوعية الاقتصاد السائد.
2- توفير الموارد فالمنظمات التي عادة ما تحقق نتائج مرضية في السوق، و تخشى فيما بعد فقدان تلك النتائج، ترغب في تقليل التكاليف، بمعنى تقليص الاستثمار في البحث العلمي أو اللجوء إلى تقليص العمالة و تقويض العلاقات غير الرسمية و التي تعتبر من مرتكزات التمكين.
3- وجود الأساليب الجيدة: مثل أسلوب فريق العمل الذي تتحقق من خلاله تدفق الأفكار دون قيود بيروقراطية، كما أن استخدام أساليب اتصال جيدة يصبح الفريق عالمياً، كما ظهرت فكرة إسناد بعض أنشطة المشروعات الجديدة إلى جهات خارجية لتوسيع دائرة الإبداع و توزيع مخاطره المختلفة
4- توافر المناخ التنظيمي الجيد : يحتاج الإبداع إلى بيئة متحركة تتسم بالحرية و التشجيع لكل الآراء الجديدة، و هذا ما يستلزم تحويل التركيبة العقلية لرجال الإدارة من الرئاسة إلى رجال الأعمال، الذي يقبل المقترحات الجديدة و يعطي الفرص و الحرية للعاملين.
ومن خلال هذا السياق يتبين أن العملية الابداعية لا يمكن أن تنشأ بدون الترتيب لها والتهيئة ومحاولة السيطرة على أركانها حتى تصل إلى مرحلة الإبداع واستنهاض الهمم للإبداع.