✨اجترار المشاكل من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان من أسباب بلاء أمتنا✨ - د. خالد عبدالله الحوري
المشاكل والخلاف سنة كونية وتأبيد العيش فيها ضعف بشري.
نعم اختلف الصحابة واختلف التابعون واختلف الأولون وسيختلف الأخرون وما يزالون مختلفين وكذلك خلقهم الله تعالى .
لكن حب العيش في الخلاف ودوام التغني به وطرقه في المحافل وتخليده للأجيال ليبعثوه مرة أخرى وليستحدثوا معاركه وليبنوا عليه ولائهم وبرائهم ومحبتهم وكرههم ضعف بشري واستزلال شيطاني يقع فيه العلماء والدعاة والعوام على حد سواء.
فتتجدد معارك الأمة التي ماتت من أكثر من ألف سنة وتسيل الدماء التي طالما سالت في ذلك الزمن وتمتلئ القلوب بالأحقاد كما امتلأت من قبل وتمرض النفوس وينقسم الناس وتخفت الهمم في العمل للإسلام ونتيح فرصة سائغة لتأجيج الفتن في الوسط الإسلامي حتى يضربوا بعضنا ببعض .
وجدت بعض العلماء الأفاضل يجترون بعض الخلاف والشقاق الذي عاف عليه الزمن إلى عالمنا الحاضر كفتنة خلق القرآن واقتتال الصحابة ويريدون إشعال فتيلها من جديد.
ووجدت بعض الدعاة الأفاضل يجترون المشاكل والخلاف الدعوي من بيئة إلى بيئة ومن مكان إلى مكان مع سلامة الموطن الجديد من مسببات تلك المشاكل فيجترون الخلاف الحاصل في الوسط العلمي الدعوي إلى الوسط الجغرافي الدعوي مع أن لكل مجتمع خصوصياته.
وقد يكون هذا الاجترار بريئا وليس المقصود منه تأجيج المشكلة من جديد لكن طبعا هذا في نية الناقل فقط أما المستمعون فلهم رأي آخر.
عاشرت أحد العلماء الأعلام فترة من الزمن وكان فيه هذا المرض فوالله لقد أفسد من حوله من طلاب العلم إلا قليلا فبعضهم ترك العمل الدعوي وبعضهم هاجم العمل الدعوي وحمل على عاتقه محاربة الدعاة رغم أن شيخنا هذا لم يقل لهم ذلك بل أنه أكثر الناس قناعة بالدعوة ورجالها وانضباطا فيها .
حتى أني سمعت بعض المرجفين حوله يقول والله أن الشيخ يكره هذه الدعوة وأنه مجبور عليها بينما سمعت الشيخ بنفسي يقسم بالله على رؤس الملأ في جمع ضم أكثر من خمسة ألف طالب أنه لو يعلم أن دعوة هي أنصع من هذه الدعوة لتركها وتحول عنها ولكنه يعلم أنها أعظم دعوة في الأرض قائمة بدين الله.
لا تضيعوا أعماركم بتأجيج الفتن ونقل الخلاف بين الأزمنة والأمكنة بينما الميدان أوسع من ذلك.. وحدثوا الناس على قدر عقولهم...ولا تحدثوا الناس بما يفتنهم ويفرق بينهم وهذا كان منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده.
ليست هناك تعليقات