🌸أتأمــرون الناس !!:🌸 - بقلم✍ د. محمد فيصل باحميش

 

♦️أتأمر الناس بالوسطية وبإمساك (عصا القراءة التحليلية) من المنتصف، وبتطبيق استراتيجية (التحليل المتزن) قبل إصدار الأحكام جُزافاً والوقوع في شَرَك التسرع السلبي، وأنت تفتش في (الموروث الديني) عن نصوص تبيح لك نزع لباس الوسطية لتمارس ثقافة الخطاب المتطرف وتغلق ملفات النظر والاستدلال بـ (شمع القراءة الواحدة والتفسير الأوحد). 

♦️أتأمر الناس بـ (تشرب مفاهيم  المواطنة) وتطبيق قيم (التحرر المجتمعي)، وتعزيز روح الانتماء الوطني، وأنت تتنصل من مسئوليات الحفاظ على (السِّلم المؤسسي) لمجتمعك، وتلهث خلف سراب المصلحة، وتركض ركض الوحوش خلف (ظل المادة) وتبيع قيم الولاء بـ (دراهم السقوط القيمي) ؛ لتحقق بعض المكتسبات الدنيئة ولو كانت على حساب مصالح الوطن العليا ومبادئ (التحرر السياسي)  والمواطنة الصالحة.

♦️أتأمر الناس بـ (سلك شعب الحلال) ، والتوجيه ببناء الأجساد عبر غرس (بذور الحلال) في تربة (الحرص والتحري) ، وتحذر من تبعات أكل الحرام النفسية والبدنية، وأنت تطلق زمام المبادرة لـ (جوارحك) لتطيش في (صحائف الحرام) وتفتش في أكوام الشبهات بحثاً عن قشة تبرر (سياسة التجريف) وتمنحك إشارة (الولوغ النجس) في آنية الحرام، دون التفاعل الإيجابي مع أصوات التأنيب والردع التي تصدر من داخلك.

♦️أتأمر الناس بـ (غض البصر) ، وبتوجيه (عدسة الرؤية) إلى مشاهد الحلال والدراما المحافظة وتغطية النظرات الطائشة بـ (ستار المراقبة الذاتي) ، وأنت تطلق العنان لعينيك لتلتقط (إشارة المتعة)، وتطلق حبل التأنيب والمراقبة علي غاربه؛ لتستمتع بأخضر الحرام ويابسه.

♦️أتأمر الناس بـ (ضبط إعدادات القيم) لتنسجم مع البعد الديني والرقابي للمجتمع، والالتزام بـ (ثوابت الشرع) وأعراف المجتمع وسلوكه المتوراث، وأنت تُفرغ هذه القيم من محتواها وتضرب بها عرض حائط اللامبالاة، وتلبسها (لباس التخلف والرجعية)، وتقفز فوق أسوار (القيم المجتمعية) ؛ بحجة أن تلك القيم بحاجة إلى أن تُلبس (ثياب التجديد والمعاصرة).

♦️أتأمر الناس بـ (تقييد حركة اللسان) وتدريبها على استراتيجية (قياس الأثر) الاستباقي، ومنعها من الانغماس في (مستنقع الأعراض) والسقوط في (وحل الغيبة) والنقل الآثم لـ (مفردات النميمة)، وأنت لا تُسهم في كبح جماح تمردها، وتمنحها حرية التنقل في أروقة المجتمع لتمتص (رحيق الإشاعة)، وتطلق حبل التسيب على غاربه؛ لتنهش بـ (مخالب الغيبة) أعراض الناس، وتنشر عبر أثيرها (سموم الفرقة)، بغرض الإفساد و (تمزيق الروابط المجتمعية). 

♦️أتأمر  (الهيئات الوطنية) و (المؤسسات الجماهيرية) بالتسلح بثقافة التغيير الإيجابي والتدرب على مفردات (التنحي الآمن)، وتطالب بالتدوير الوظيفي لضخ (دماء الإبداع) في شريان (التقليد والركود) ، وأنت تتشبث بكرسي السلطة بـ (مخالب حب الذات)، وتعض على مقاليد الإدارة بـ (أسنان الحرص)، وتُمسك زمام القيادة بـ (أنامل التسلط الإداري) ، والتسلطن الأخلاقي.