عون الله - د. فهد العجلان

منذ وعيت نفسي، ونحن صغار نلعب في حديقة الحي المجاورة للمسجد، وأنا ارقب خطواتهم الثقيلة متجهة إلى المسجد، ثلاثة أشياخ كهول، فما أن يفرغ المؤذن من أذانه المرتل حتى يكتمل وقوفهم في روضة المسجد خلف الإمام.

كانت هذه صورتهم في مخيلتي وأنا صغير، واستمر هذا حالهم سنوات طويلة، وكان هذا شأنهم في الصلوات كلها، حتى رحل منهم اثنان الى رحمة الله قبيل سنوات، وبقي ثالث متعه الله وختم له بالحسنى.

كنت اتأمل في حال هذه الملازمة القوية على طاعة الله، والاستمرار الطويل في المحافظة على الصلاة بسننها ومواقيتها .. 

ما الذي سهّل عليهم هذا الحال، ويسّره لهم؟

وما الذي يجعل الصلاة ثقيلة على غيرهم، فيتأخر في حضورها، أو يفوتها أحياناً، أو ربما تركها أو جمع بلا سبب.. مع أنهم يعلمون فضلها ومكانتها، ويدركون تقصيرهم في حقها.

إنها نعمة واحدة، هي نعمة عون الله للعبد، حتى تغدو العبادة سهلة ميسرة لا يتكلفها ..

ولأن النبي صلى الله عليه وسلم ناصح، وأنصح الناصحين.

وكان يحب معاذاً ..

فقد أوصاه أن يدعو في صلاته بالتوفيق لهذه النعمة، ليس مرة واحدة، بل في دبر كل صلاة.