النقد ليس النقض - ✒️ د. خالد عبدالله الحوري
نقد الله نبيه في سورة عبس ونقد خلقه الذي خلقهم وبين عيوبهم ونقد بعض الصحابة رسول الله في بعض أمور الدنيا والحرب والسلم وأيدهم القرآن الكريم ونقد رسول الله كثيرا من الصحابة ونقد الصحابة الخلفاء وأصبحت نظرية النقد للآخر من أبرز معالم الحضارة الإسلامية ومما تميز به التشريع الإسلامي على غيره وهذا من أسرار بقاء الحضارة الإسلامية في أعلى درجات عطائها ..ولم يكن النقد نقضا أبدا في ذلك كله بل كان من أبرز معالم التجديد .
ولما قامت النهضة العالمية الحديثة لم يكن ليكتب لها هذا الازدهار المتجدد لولا أخذها بنظرية النقد وتطويرها لتصبح نظرية النقد الاستراتيجي وتتحول من المبادرة الفردية إلى البناء المؤسسي الرصين إلى منظمات وجمعيات ومبادرات جماعية وتكتلات كبرى كان من أبرزها تكوين أحزاب المعارضة ومنظمات الحقوق والمؤسسات الإعلامية وإعطاء حرية الرأي والرأي الآخر .
النقد معناه أن الشعوب حية وتحرس حقها ولا تأتمن أحدا عليه أبدا..لأن المال السائب يعلم السرقة والمنصب السائب يعلم الاستبداد .
وللنقد في شريعتنا تسمية خاصة وهي ( الحسبة) وعمرها عمر الإسلام ويجب علينا أن نتفنن في تنفيذها وتطويرها ولو على أنفسنا ..إن أردنا عودة النهضة الإسلامية من جديد.
تحية إكبار للدول التي تحتفي بالنقاد وتجعلهم أسياد مسيرتها ولا تقصيهم أو تضيق عليهم بل تشجعهم على التحول إلى مبادرات مؤسسية عملاقة ومنظمات حقوقية.
تحية إكبار لكل حزب وجماعة ومنظمة أقامت مركز نقد وتخطيط استراتيجي لتصحح مسارها باستدامة ولتصل لأهدافها بفعالية
فلا تغضبوا معاشر العلماء والدعاة من النقد ولا ترهبوه إذا أردتم أن تكونوا قادةالنهضة..فهذه سنتها في كل زمان ومكان.
ليست هناك تعليقات