الأبعاد الثلاثة لنهضتنا الإسلامية - ✒️ د. خالد عبدالله الحوري
من مميزات نهضتنا الإسلامية عن غيرها من النهضات العالمية أنها تسير في ثلاثة أبعاد في نفس الوقت مالم يحصل تعارض بينها فإن حصل تعارض بين الثلاث الأبعاد بدأت في إعمال فقه يسمى بفقه الموازنات النهضوية وفقه آخر يسمى بفقه الأولويات النهضوية.
البعد الأول في صناعة النهضة :
صناعة الضروريات النهضوية في الحياة.. وهي تتمثل في صناعة ما لا تقوم الحياة إلا به.. وبدونه تنعدم الحياة.. كصناعة النهضة الزراعية والتي حدودها الدنيا أن نزرع كل ما يكفي الأمة الإسلامية مع كل ضيوفها وحدودها الطبيعية أن نزرع كل ماتحتاج إليه البشرية وحدودها العليا أن نزرع ما يكفي البشرية كلها لسبع سنوات..وعلى هذا قس كل ما هو ضروري لحياة البشرية وعمارة الكون.
البعد الثاني في صناعة النهضة :
صناعة الحاجيات النهضوية وهي كل ما تحتاج إليه البشرية وعمارة الأرض من الدرجة الثانية وهي كل ما يكمل الضروريات ويجعلها في كامل نموذجيتها وجودتها ونقصد بذلك الأبعاد الثلاثة كذلك الأول كل ما تحتاج إليه الأمة الإسلامية مع كل ضيوفها والثاني كل ما تحتاج إليه البشرية وعمارة الأرض والثالث البعد التأميني والتخزيني لسبع سنوات لمواجهة الكوارث والضرورات ويمكن أن نمثل له كاحتياج توفير الغاز لطهو الطعام فإنه لا بد من أن تقوم الأمة الإسلامية بتوفير كل ما يحتاج إليه العالم في مادة الغاز.
البعد الثالث في صناعة النهضة:
صناعة الكماليات النهضوية من حدائق ومنتزها ورفاهيات متنوعة بكل أبعادها الثلاث البعد الإسلامي وبعد البشرية وصناعة رفاهية العالم والبعد التأميني طويل المدى لضمان الرفاهية العالمية على أبعد مستوياتها.
وأعجب مافي الأبعاد الثلاثة لصناعة النهضة الإسلامية أن الحكم الشرعي في توفير الثلاثة الأبعاد الأساسية رغم تدرجها وحتى توفير الثلاثة الأبعاد الداخلية.. كلها يحمل حكم الوجوب الشرعي على اختلاف في منزلة الواجب في كل منها.. ومن المعلوم أن المسلم إذا لم يقم بالواجب فإنه يعرض نفسه للعقاب من الله عزوجل.. فهل وجدتم حضارة في العالم تحرص على العالم كهذه الحضارة.
هذه شريعتنا وهذا ديننا وهذه نهضتنا الإسلامية بأبعادها الثلاثة التي لم تسبق إليها نهضة في العالم.. وتاريخنا النهضوي الإسلامي الذي بث أنواره في أرجاء الكون يشهد على ذلك .. وكيف جعلنا الكون ميدان رفاهية وكيف تقاطر العالم وتسابق على مبادئ حضارتنا ليقلدونا فيها.
ليست هناك تعليقات