عجائب الحب - ✍🏻 عبدالله عبدالمنعم الكلدي
صليت الظهر يوم أمس بمصلى السكن ثم نزلتُ إلى الشقة ، أخذت صحن الغداء صاعداً به إلى مطبخ السكن لاستلام وجبة الغداء والعودة إلى الشقة.
أمام المطبخ مباشرةً المصلى ، وفِي طريقي للمطبخ إذ بي ألمحُ شخصاً في المصلى كان قد تأخر في الجماعة الأولى ثم قعد يقرأ أذكار الصلاة -أحب هذا الشخص كثيراً وأسعدُ جداً عند مرافقته والجلوس معه - لمحته ولمحني ثم بعد هذا دخلتُ المطبخ لآخذ الغداء.
كان هناك طابور لشبابٍ قبلي ، وأنا أنتظر دوري إذ بي أسرح بمخيلتي وتفكيري إلى هذا الشعور العجيب الذي يجده كلّ واحدٍ منا تجاه واحدٍ أو مجموعة ممن حوله ،
شعور الطمأنينة ، السعادة ، الفرح عند اللقاء بمن يحب .
وشعور الفقد ، والحزن ، بل وأحياناً الضياع عند فراق من يحب .
وشعور الشوق ، والحنين ، والإندفاع عند غياب من يحب .
قلت في نفسي عجيب أمرك أيها " الحب "
إذا حللتَ في شخص فتجعل المُحبَّ يُحبُّ كل ما يتعلق بالمحبوب :
سكنه ، أهله ، أصدقاءه ، الوقت الذي يمضي معه ، رسائله ، صوته ، إبتسامته ، عطره ، ملابسه وغيرها من الأشياء .
وتذكرتُ قول يعقوب عليه السلام لأبناءه عن يوسف :
(( إني ليحزنني أن تذهبوا به ))
وعندما فُقدَ إبنه الآخر قال :
(( وَيَا أسفى على يوسف ))
وكثيراً ما أتوقف عند هذي المعاني أتأملها ..
ناديتُه سائلاً : أيها " الحب " :
- ما السرُّ الذي يكمن خلفك ؟
تكون معدوماً ثم يأتي أحدهم فتحل عليه فتجذب المحب جذباً شديداً .
- وبالمقابل تذهب عن أحدهم فلا تكاد تجد له صاحباً ؟
- ما موضوعك ؟
- ما قصتك ؟
- ما سِرُّكَ ؟
الجواب الوحيد الذي توصلت إليه هو أن هناك من يخلق هذا الشعور تجاه أشخاصٍ معينين وهو خالق الأشياء من عدم بعد أن لم تكن وهو الله .
(ولكن لم أَجِد جواب أسألتي)
جاء دوري ..
قُطع حبل التفكير ..
أخذت الغداء ، ثم غادرتُ المطبخ وإذ بي أنظر للمصلى لعلي أرى منه نظرة أخرى تُسعدني فلم أجده ، عدت للشقة وأكملنا الغداء وأكملت بقية يومي ..
ولكن لا زلت وسأظل أسأل وأتساءل وأتعجب من هذا الشعور " الحب " إلى أن يأذن الله لي بالحصول على الجواب .
وحتى ذلك الحين سأعيش شعور الحب مع من أحب ، فالحب جمال الحياة وبه يعيش الإنسان مطمئناً سعيداً .
ليست هناك تعليقات