🏮معيار التقييم !! - بقلم✍️د.محمد فيصل باحميش
ينحرف البعض من هواة العاطفة وعشاق الاندفاع السلبي عن قبلة التقييم المهني ويلجأ إلى الوسائل غير الموضوعية في تثمين الأشخاص والكشف عن حجهم في ميزان التأثير المجتمعي. في حين يهرع البعض إلى معيار الشكل والمظهر فيخرج بتلك النظرة الخادعة بصورة مثالية عن ذلك الإنسان، وبمجرد أن تتلاقح الأفكار وتحتك العقول على طاولة النقاش وتبادل الرؤى وأطراف الحديث، حتى تبدأ أوراق التقييم بالذبول المعنوي تحت تأثير الصدمة النفسية ليصنف الإنسان بعدها في خانة العادية، وترميه أدوات التقييم المستجدة على قارعة الفراغ.
بينما يعمد الفريق الآخر ممن استهواه البناء على تجارب الآخرين دون إدخالها في مختبرات تقييمه الخاص للتأكد من سلامة تلك الأحكام، ومدى مصداقيتها في إعطاء الإنسان مساحة إيجابية على خارطة الرواحل المجتمعية، وأيضاً تلك المغامرة التي اعتمدت على معيار السمع وتناقل التقييم عبر أثير الألسن عادة ما تنتهي بحواجز الصدمة، ومع مرور الوقت تتكشف جوانب الإنسان والوجه السلبي من عملية التقييم القاصر، وغير المهني.
لهذا المعيار الموضوعي الوحيد الذي يُمكِّنك من قطف ثمار التقييم الحقيقي، والوقوف على أبعاد الإنسان الفكرية والمهنية هي الجلوس معه على طاولة الأخذ والعطاء، وما دون هذا المعيار من الشكل واللون، أو السماع المجرد قد يجعلك تغرد بذلك التقييم خارج سرب البعد الحقيقي له، أو ترميه في دائرة الظلم فلا تمنح الإنسان حقه ولربما سلبه ذلك التثمين السطحي عوامل قوته والتي تشكل الإضافة الحقيقية له في مساحة التدافع المجتمعي.
ليست هناك تعليقات