أحدث المشاركات

🏮المراجعات ودورها في خلق الاستقرار !! - بقلم✍️د.محمد فيصل باحميش

5 نصائح لتحسين الحياة والوصول إلى الاستقرار النفسي 


إن الاستمرار في قيادة دفة المشاريع في خضم أمواج الفوضى العاتية دون التوقف في محطات المراجعة الفكرية والتقييم المهني لسياسات العمل ولوائحه المنظمة يتسبب في الكثير من الاختلالات الفنية التي قد لا تظهر على سطح المشاريع إلا بتفعيل أدوات الرقابة، ووضع بلسم المعالجة الإدارية لإعادة قطار ذلك المشروع إلى سكة التوازن الفني، والاستقرار المهني.


      الأخطاء المنهجية والتي لم تصنف بعد في خانة الأخطار من قبل رواد العمل الاقتصادي والسياسي وخبراء المهنة تنخر جسد المشروع حتى يسقط سقف توازنه على رؤوس الأتباع التواقة لإحداث تغيير جذري شامل في جميع مفاصل ذلك المشروع ليشعروا معه بأهميتهم في لعب بعض الأدوار ورسم بعض السياسات في أروقته.


       ولكن الاستعداد الفني بأدوات الرقابة والمتابعة تساعد في كشف غطاء الخطورة، وتبين  مدى الانحراف الحاصل لتلافيه، والمراجعة هي من تملك صولحان التوجيه لإعادة انتشال المشروع من حافة الفوضى وإعادته مرة أخرى ليتنفس عبق الحياة والاستمرارية الصحية.


      ولهذا الأنبياء وهم أصحاب المشاريع التي وضعت على رأس أولوياتها قيادة البشرية وإعادة بناء الإنسان قد أدركوا بأن القيام بالمراجعة هو السبيل الوحيد للتعرف على مدى الانحراف الفكري والمهني الذي طرأ على مشروع التغيير النوعي: 


▪️هذا نبينا الأكرم - صلى الله عليه وسلم - قد شغله الصيد الدعوي الثمين والذي كان يسبح في بحار الاستجابة المشروطة عن مهام الرعاية لمن أعلن الاستجابة بأقل كلفة، وكسر قيود التعلق بعقائد الآباء، فرّوض نفسه طواعية في مضمار الاستجابة ورفع راية التوحيد بالرغم من الأخطار التي تلوح في أفق الخروج عن نص الأعراف المجتمعية، ولكن الخطاب القرآني قد تعامل بشفافية مع هذه القضية الحساسة والتي قد تؤثر على ميزان التقييم النبوي للأتباع، قال تعالى :{عَبَسَ وَتَوَلَّىٰأَن جَاءَهُ الْأَعْمَىوَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} فبسبب هذا العتاب القرآني التربوي أعاد النبي مراجعة السياسة والمنهج الخاص بآليات الدعوة بما لا يضر بمصالح الأفراد، وحقهم في نيل الرعاية الفكرية والتأهيل العلمي.


▪️هذا موسى - عليه السلام - رائد الفكر الإداري، وعملاق القيادة الدعوية والتربوية عندما شعر بأن قطار الرغبة والشغف قد خرج عن مسار الاتفاق، وأن الاندفاع سيؤثر على مسيرة الشراكة نزل بأفكاره في محطة المراجعة التقييمية ليستعيد الدور الذي من أجله عقد لواء التبعية، والشراكة العلمية، قال تعالى :{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}. 


▪️وهذا نوح - عليه السلام - عندما تداخلت عليه المهام، وتأثر سلم أولوياته بالعاطفة الأبوية الجياشة التي فطر عليها، فتقدم أمام الحضرة الإلهية بطلب على طاولة الاستعطاف لإبراء ساحة ولده وتلوينها بألوان الصفح والعفو البيضاء؛ ولكن بمجرد أن هزت أركان عاطفته واستفاق من الغفوة توقف في محطة المراجعة الفكرية لإعادة التوازن لعقليته القيادية، فقال :{وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}.


▪️ما أحوج أحزاب الإسلام السياسي، ومدارس الاستقطاب الفكري بمختلف مسمياتها اليوم إلى تبني هذه الاستراتيجية القرآنية، والرؤية الإدارية بإخراج أدبياتها من دائرة العصمة والقداسة لتمثل أمام عدسة النقد الإيجابي والبناء قبل أن ينفرط عقد قواعدها وتتناثر في مربعات الاستقطاب الحاد، فبعد أن يقع فأس الاستقطاب في رأس التشويش يصعب عندها  إعادة نسيج لحمتها، وبناء العقد القاعدي من جديد.


ليست هناك تعليقات