أحدث المشاركات

سقوط العمائم - د. خالد عبدالله الحوري

 


أخيرا آن أوان تساقط العمائم بعد اكتمال مرحلةتساقط الرؤساء والملوك والوزراء وهي آخر سلسلة التساقط في حياة المجتمعات الهشة وآخر ما يتساقط من موروثات أزمنة العبودية والاستبداد.


لقد كانت العمائم هي المسؤولة عن إطالة زمن مرحلة الضعف فطالما رممت بدنه الهش وحاولت إظهار الوجه القبيح للظالم بوجه ملبس بمكياج الحق الإلهي زيفا وبهتانا وتوقيعا مزورا عن رب العالمين.


سقوط العمائم ليست مأساة بل بشرى للمجتمعات باقتراب زمن الفرج وسقوط الدعامة الأقوى للسلاطين والشريك السلطاني الصامت للمستبدين .

لم تكن تلك العمائم علما ربانيا خالصا بل صناعة سلطانية احترافية قصد بها اسكات المجتمعات وإخضاع الأحرار للملوك وتمرير قرارات السلاطين على أنها جزئ من أوامر الله لا تنفك عن الله قيد أنمله.

حدثني ثقة أنه عاشر أحد تلك العمائم المتساقطة فكانت كل مروياته بالسند المتصل عن النساء وجل العلوم التي يجيدها مابين السرة والركبة وكل أوساخ كلامه في التهكم في العلماء والعاملين في الحقل الإسلامي.

وما أظن أن تساقط تلك العمائم إلا مقدمة لانهيار امبراطورية العمائم الحاكمة الممتدة في إرجاء الجسد الإسلامي والتي كانت شريكة أساسية في الحكم والسلطان وكل الفساد الذي رافقها بل شريكة أساسية في الإبقاء على العملاق الإسلامي في حالة الإسبات الحضاري طيلة القرون الماضية.

طالما اغتررنا بها حتى سمعناها تشجع إسرائيل فاستيقظنا وتشجع العلمانية فانتبهنا وتحارب الدعاة في الأرض فبهتنا ...فسقطت من أعيننا وكرهتها قلوبنا وعافتها نفوسنا ... وتبين لنا من العالم الرباني الحر ومن مدعي العلم المتباهي به عبيد السلاطين أعوان المستبدين... قد تبين الرشد من الغي.


لقد صدمني سقوط أحد مشايخي بحر العلوم حين رأيته يقف إلى جوار الظالم الطاغية ويبرر له ويدعوا لنصرته فسقط من عيني... كنت حين طلبي العلم عليه أسمع عنه كلاما لا يسرني وكنت مؤمن أنه إن كان مايقولوه عنه حقيقة فسوف يسقط سقوطا مدويا ... وقد رأيته بنفسي ..فتمالكت نفسي وأعدت بناء السنن التاريخية في التساقط وبالفعل كان آخرها دائما تساقط العمائم ويأتي بعدها الميلاد الجديد للأمم. 


فيا أمة الإسلام استبشري وزغردي وأنشدي فإن الخبث والسموم التي طالما آلمتك ومنعتك من النهضة والانطلاق العالمي تخرج من بدنك واحدة تلوالأخرى وسيصفوا جسمك وتستعيدين عافيتك ثم ستنافسين على المراكز الريادية في العالم وتصنعي التاريخ المجيد من جديد.

ليست هناك تعليقات