🗝️ سؤال وإجابة 🗝️ - د. خالد عبدالله الحوري
سألني أحد الزملاء الأكاديميين فقال لي: لماذا توغل الإسلام في كل البلدان التي فتحها المسلمون العرب في أقل من عشر سنوات من الفتح في كثير من الأحيان.. وأحيانا تسلم الدولة عن بكرتها طوعا لا كرها رغم إعلان الفاتح المسلم عند الفتح أنه لا إكراه في الدين وحماية المقدسات كلها وعدم المساس بها وتجريم كل من يضطهد الأديان الأخرى أو يهدم معابدهم....حتى خربوها هم بأيديهم رغبة وطواعية.
بينما في الطرف الآخر بعض الدول التي فتحها المسلمون من غير العرب لم تدخل الإسلام رغم مكوثهم في بعضها أكثر من ثلاثمائة سنة.
كانت إجابتي الأولى إن السر في العرب وكان في نفسي شي من هذه الإجابة.. وبعد بحث وتحقيق وصلت إلى السر الحقيقي من ذلك الفتح الأعظم والانتشار العريض والبقاء المتجذر إلى يومنا هذا...إنه ليس في العرب ولكنه في اللغة العربية.
دخل الفاتح المسلم العربي وهو يحمل لغة القرآن الكريم فحرص على تعليمها للشعوب ففهمت الشعوب القرآن الكريم ويوم أن تفهم الشعوب القران الكريم يكفيها معلما وقائدا فهو المعجزة الأكبر التي ترسخ الإيمان في القلوب وإذا ما استقرت لا تخرج أبدا.
لقد كانت مشكلة الفاتح المسلم غير العربي أنه لا يحمل اللغة العربية كلغة حكم وعلم بل يفرق بين الحكم والعلم فتكون لغته الأعجمية لغة الحكم واللغة العربية لغة العلم ومن المعلوم أن السواد الأعظم من الأمم يقبل على لغة الحكم بينما لا يقبل على لغة العلم إلا نخبة المجتمع فقط.. وخير مثال عن ذلك فتح تركيا وحكمها لبعض الدول الأوروبية.
لا نستطيع أبدا أن نفرق بين القرآن وبين اللغة العربية فتعلم اللغة العربية يحمل نفس الوجوب الذي يحمله تعلم القرآن الكريم وتحمل اللغة العربية نفس الأهمية الحضارية التي يحملها القرآن الكريم وإذا كنا نحمل شعار لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ..فأولها صلح بالقرآن الكريم واللغة أداته وهذا العصر سيصلح بالقرآن واللغة أداته...فاللغة فرض وليست نفلا...بانية وليست مساعدة.
ليست هناك تعليقات