🌸✨ كنت في تريم ✨🌸 - د. خالد عبدالله الحوري
من الله علي أن عشت لمدة عامين في عاصمة الثقافة الإسلامية مدينة تريم الغناء ..وليس المقام مقام ذكر أخلاق هذه البلاد وطبائعهم وتاريخ بلادهم العريق وأدوارهم العالمية فقد وجدت ما أذهلني جدا ولم أجد لها مثيلا في كل البلدان التي سكنتها في حياتي.
في مدة عامين عشتها هناك جال خاطري كثيرا في ( كيف يمكن صناعة النهضة في مدينة تريم ) وكان من التوفيق أن قامت إذاعة نهضة إف إم باستضافتي في سلسلة ( صناعة النهضة) والذي تم بثه على أكثر من عشر حلقات إذاعية.
الخلاصة :
مدينة تريم هي (مدينة العلم والصناعة)
يعتز أهل تريم بالعلم والتاريخ العلمي العريق لها وبمكتبة المخطوطات وبأكثر من مائة شخصية من العلماء والدكاترة المتخصصين في المجالات المختلفة وبالمراكز العلمية ومراكز الأبحاث وتفتخر بالطلاب المتفوقين وبحفاظ القرآن الكريم حتى أن قرية السويري فيها أكثر من مائة حافظ وحافظة للقرآن الكريم وهو الرقم الأكبر في اليمن بالنسبة لحفاظ القرآن الكريم في قرية.
ووجدت في الكفة الأخرى شعبا يفتخر بالصناعات المحلية والهندسة الصناعية حتى أن مصنوعاتهم وصلت لكل اليمن كالمكيفات الصحراوية وبرادات الماء ويتمتع أهل تريم بالجودة في العمل والدقة في المواعيد.
كما يقومون بحل المشكلات الهندسية وتوليف وصناعة القطع التي لا تتوفر في السوق بجودة تكون أحيانا أفضل من الأصل.
ومن هنا يمكن تحديد نوعية النهضة في مدينة تريم وهي النهضة العلمية والصناعية.
وعلينا استنساخ النهضة العلمية والصناعية لبلد تتمتع بهذه الأنواع من النهضة وندرس كيفية سد الفجوة بين واقع تريم وواقع التجربة النهضوية الجديدة التي نريد أن تصل إليها تريم لتصبح تريم من المدن العالمية في العلم والصناعة.
وأول الخطوات تحديد ٥٠% من ميزانية مدينة تريم للتعليم والصناعة والدخول في شراكات محلية ودولية لتطوير التعليم والصناعة ليواكب الجودة العالمية وإرسال أوائل طلاب تريم ليدرسوا في الجامعات العالمية الصناعات المتوسطة والثقيلة والتخصصات العلمية التي تحتاج إليها البلاد .. والقيام باتفاقيات تمويل مع البنوك للمصانع في تريم ..وفتح باب التصدير للمصنوعات والمنتجات التريمية إلى أنحاء اليمن والدول الأخرى.
تريم نموذج فقط ويمكن دراسة كل مدينة وقرية في بلادنا الحبيبة واستنتاج التخصص والدور الذي ستسهم به في نهضة وطننا وجعل الأولوية له في الخطة الاستراتيجية لتلك المنطقة.
نحتاج فقط إلى قائد نهضة أما روادها فهم في الانتظار.
ليست هناك تعليقات