من دروس مدرسة السفر - ✒️ د. خالد عبدالله الحوري

انطلقت مسافرا سفرا طويلا بعد مقال السفر ..وقررت أن أتعامل بالعقل الواعي مع دروس السفر بغية جمعها ..فماذا وجدت ?
🥇 بدئت دروس السفر من قبل مرحلة انطلاق الرحلة.. فالتخطيط لها وإعداد زادها ودراسة مخاطرها وأخذ الاحتياطات اللازمة والتأكد من سلامة الراحلة ..العمق التفكيري الذي يدخل فيه المسافر قبل سفره يمكن أن نسمية دروس بناء الخطة وجمع احتياجات تنفيذها وإعداد البدائل الاستراتيجية.
🥇 وحين انطلقت الرحلة كان لزاما أن أتعامل مع مجموعة أطراف أثناء الرحلة طرف يمثله السيارة والحفاظ على سلامتها وطرف الأولاد واختلاف آرائهم ومقترحاتهم وتعبهم وما تظهر من أخلاق نادرة الظهور ولا تظهر غالبا إلا أثناء السفر.. وطرف مخاطر الطريق.. وكيف أتعامل سريعا جدا مع كثير من مشاق الطريق وأتحمل مسؤولية قراراتي كاملة ..كقائد للرحلة.
🥇 الجمع بين رغبات كل أفراد الرحلة وإرضاء الميول كان العقبة الأكبر في أثناء الرحلة.. فالرغبات متباينة في نوع الطعام ونوع المادة الصوتية ودرجة الصوت فريق يريد السياحة البحرية وآخر يعشق السياحة الجبلية ورابع يعجبه النظر من على بعد ومنهم من يريد أن يلمس بيدية ويتذوق الحجر بلسانه.. وهنا تتجلى قدرة القائد الحقيقية في كيفية التوفيق بين كل هذه الرغبات.. ليخرج الجميع من الرحلة بمتعة كاملة.
🥇ظهرت الأزمات في أثناء الطريق وكان لا بد لإدارة الأزمات من الحضور التام.. أزمة الوقود.. وأزمة الزحام.. وأزمة الطعام.. وأزمة الطريق الوعرة.. وأزمة السيول.. وأزمة النقاط العسكرية الكثيرة.. وأزمة الغلاء الفاحش أثناء الطريق.. وحتى أزمة الحيوانات في الطريق.. وكان لا بد من إدارة تلك الأزمات جميعا بنجاح عالي.
😇 بعد فترة من الانطلاق بدئت أزمات من نوع آخر تحتاج إلى إدارة احترافية.. وهي الأزمات العاطفية واختلاج المشاعر ..وكان لا بد من التعامل شديد الحساسية مع كل الاحتياجات النفسية لفريق الرحلة.
🥇 ثم بدئ شي في الظهور وهو لا يظهر عادة في الوضع العادي.. وهو حب الذات الاستأثار بإمكانيات الرحلة من طعام وماء ..وهنا لابد من حضور العدل والصرامة.
..
هذه مدرسة السفر ..التي تربي فينا كثيرا من الأخلاق والعادات الراقية التي لا يمكن تعلمها إلا في السفر.
ليست هناك تعليقات