✨ أنا المسؤل✨ العبارة الخالدة للعظماء في التاريخ ✒️ د. خالد عبدالله الحوري
مما لفت انتباهي في تصفحي للتاريخ وتتبعي لتاريخ العظماء وجود هذه العبارة ( أنا المسؤل ) كثيرا في حياتهم.
لكنهم يقولونها اتهاما للنفس بالتقصير لا لإبراز عظمتهم أمام أتباعهم.
فتجد عمر بن الخطاب على سبيل المثال يقول والله لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لم لم تعبد لها الطريق ياعمر.
وهكذا ما لو رأى مسكينا لقال أنا المسؤل عن فقره.. ولو رأى يتيما قال أنا المسؤل عن إعالته.. ولو رأى ظالما قال أنا المسؤل عن ردعه.. ولو رأى مظلوما قال أنا المسؤل عن رد حقه.
والأعجب من ذلك أن هذه السمة لم تطرئ عليهم بعد أن صاروا حكاما ومقدمين بين الناس.. بل كانت مصاحبة لهم حين كانوا بسطاء فقراء أو طلابا لا حول لهم.. لكن قلوبهم تحترق لما يروه أمام أعينهم.
ولأنهم عظماء في ذواتهم لم يرموا اللوم على حكومة أو مسؤل أو وزير بل وضعوا المسؤلية على عاتقهم البسيط ونصبوا أنفسهم هم الرؤساء والوزوراء والملوك والحكماء والتجار.. فلاموا أنفسهم ..وتألمت قلوبهم.. وتحركت أفكارهم ليجدوا الطريقة التي بها يستطيعون أن يعالجوا تلك المشكلة بامكانياتهم البسيطة.. وهذا بالفعل ما صنع منهم عظماء عمالقة الزمن ووصلوا إلى ما وصلوا إليه من العز والمجد وخلدهم التاريخ.
وما ينقص أمتنا اليوم هو ذاك الرجل وتلك المرأة الذين لا يرمون بالمسؤلية على غيرهم بل يقولون ( أنا المسؤل ) ويبدأون مشوار النظال في مسيرة العظمة ..فيكونون المؤسسات والجمعيات والمبادرات ويجمعون حولهم المخلصين من الناس.
إن من يلقون اللوم على غيرهم ليسوا جزء من الفيلم بل هم مشاهدون فقط يجيدون النقد.. لكنهم ليسوا من أبطال الفلم.
إذا أردت إن تكون جزء من الفلم وأحد أبطاله فاتهم نفسك بالتقصير وبأنك أنت السبب وأنت الملوم وأنت ( المسؤل ) فيما يحصل أمام ناظريك وأنك أنت صاحب القرار الأول والأخير لأجل نهضة أمتك وعزها ومجدها وغناها وهيمنتها...ولا تنتظر أحدا آخر ليقم بتلك المهمة بدلا عنك.
ليست هناك تعليقات