أخلاق قائد النهضة - 2 الإيمان المطلق بالنجاح ✍ د. خالد عبدالله الحوري

هي قائدة روح القائد التي تأخذ بها إلى معالي الأمور.. وتعصمه من الزلل في مهاوي الرغبات الشخصية.. وتمنعه من التراجع إلى الوراء.. وتحوله إلى آلة إنجاز عملاقة.

يستصغر العظائم.. ويلوح له النجاح في كل فكرة.. ويصيغ من المراحل الصعبة سيفونة السير وأهازيج الطريق وحداء المسيرة.

الإيمان بالنجاح تجعل القائد ينظر إلى المآسي مواسي وإلى المحن منح والوصول إلى البعيد يوم عيد..

إيمان القائد بالنجاح تصنع منه الرجل المعجزة عند فريق عمله.. والأعجوبة عند جماهيره.. والنادر عند زملاء القيادة.. والتاريخي عند المؤرخين.

وإذا بحثنا عميقا في كيفية قدرة القائد على توليد هذا النوع النادر من الإيمان والذي لا يستطيع أن يولده إلا رجل في المائة أو الألف أو المليون وأحيانا المليار ..وجدنا أن الأمر ليس مستحيلا بل ممكن المحاكاة.

فالسر في إيمان القادة المطلق بالنجاح يعود إلى زاوية نظرهم للأحداث والأشخاص فهم ينظرون إلى كل شخص أنه طوبة بناء تسهم في بناء صرح النهضة .. وكل حدث مهما أسود سيسهم في تلوين علم المستقبل.. وكل عتبة عتبة لباب التاريخ.. وكل طامة ميدان لصناعة قادة من الطراز النادر الذين لا تصنعهم إلا الأحداث الجسام وهم أفضل نوعيات القادة في التاريخ.